مجهول فمن هو ؟!!!

شغلني منذ أيام ولكن مهلاً .... قبل ان نسبح في اعماق الحديث والذي قد يطول عمقه قليلا .. أود ان انبه القارئ لشئ بسيط ؛ حاول الا تشغل نفسك بمعرفة هيئتي او هويتي والحذر كل الحذر وان تسأل عن مكان وجودي أو كيف وصل اليك رسالتي هذه او علي اي صورة اكون انا .. حتي لا يشغلك ما شغلني ....
مجهول ..... فمن هو ! سؤال وياله من سؤال محير تردد كثيرا بداخلي منذ وان شغلني ذلك التفكير او من دواعي الدقة قل هذا الشئ مبهم الهوية ... خيل لي انه يلازمني عند نومي تارة .. وعند استيقاظي اخري ... ومن امامي ... وعن يميني .. وعن يساري بل ومن خلفي تارة اخري .. ولا تندهش ... أنني لم اراه ..! ولكن دوما ما كان معي منذ صرختي الاولي في هذه الدنيا ... لا داعي لذكرها ...منذ ان كنت متيم بابي وامي بل واخوتي ... ولكن المثير للعجب والرهبة معا في مزيج انني لم اشعر به الا منذ ايام قليله فقط ....!
ولقد هاجمني سيل من الاسئلة قبل وصولي الي هذا التشتت واللامبالاة ....
لماذا شعرت به هذه الايام فقط ؟
لماذا اشعر به ولا اراه؟
وياتري اي سر يخفيه ؟
بل والادهي من هو ؟؟؟!!
في الماضي القريب .. في زمن ليس ببعيد ... وفي وضح النهار ... كنت في الطرقات اسير ... والناس حولي يترجلون ... من كل صوب ينسلون ... للكسب والعيش والمصلحة هم قاصدون .... علي الدنيا يتسابقون ... في حذر عجيب ..
في حين انه كان يلازمني هذا الغريب .. في اصرار مريب
وفجأة ...
شعرت به يبتعد عني ولكن .. ولكني احست وكانني لمحته .. رايته ... نظرت اليه ... لكنه كان اسرع وسبقني الي خلف احد المارة... فهرولت اليهما مسرعا .. كي اتعجب ... كي أتساءل ... هل يراودهم نفس الشعور ... هل يلازمهما ذلك المجهول ... أحسست وانا اعدو اليهما اننا قد نكون مشتركان في شئ ... لكنه شئ غير معروف .. او حتي لسائر البشر مالوف ...
ولكن ..
ولكن رايتهما يسيران ... ايديهما متشابكان ... في منظر رائع جميل ... منظر ليس له مثيل ... وكأنهما الوحيدان ... لا اماكن ولا جدران ... ليس سوا ذلك الغريب .
شعرت مع ذلك المنظر بعجزي عن التفكير ... عن الاستدلال .... لاني عجزت عن سوال من كان سيؤيد شعوري نحو الغريب ... راودني سوال في حالتي .. اهو شعور كان بيني وبين هؤلاء فقط ؟ ام ؟؟!
عدت الي منزلي شاحب الوجه شارد الذهن .. وقد عاودني شعور بملازمة المجهول ... عدة ساعات ... ايام .. بل اسابيع ... شهور... لا استطع التحديد ... فهو معي من جديد ..
حتي ...
حتي راودني شعور بابتعاده عني ... علي نحو غريب ... عجيب ... ولقدر رايته هذه المرة ولكن كالسابقة لم استطع التحديد... تحديد شكله .. هيئته .. صورته ... او حتي ملامحه ... احسست به يتجاوز منزلي ... مشيت .. جريت ... بل هرولت خلفه ... كي الحقه .... اعرفه ... اساله من يكون ؟ ... ولكن ..
ولكن ارتفعت الاغاني ... والانوار ... والزغاريط ... من المنزل القريب .... فجريت ... في عنف ... في شرود ....فرايت منظر الحنين .. منظر عشق العيون ... بين اجمل عروسين ... وهما يتراقصان .... وينشدان ... في اجمل يوم لهما من كل الايام.. يوم الزفاف المنشود.. وقد كان يلازمهما الغريب.... هنا
وهنا فقط...
في هذه اللحظة بالتحديد ... عرفت من هو الغريب ... من ذلك العجيب ... ولكني اكتشفت انه ليس بغريب ... بل هو اقرب من قريب ...بل هو حميم قريب ... الي كل قلوب العالمين ... ثم ماذا .. لا اتذكر شئ بعد ذلك .. اي شئ ... الا وانا اكتب اليكم رسالتي هذه ... من عالمي الجديد ... هذا العالم الذي احاطه الغريب ... اسفا بل غطاه القريب .... هذا العالم الخالي من الشرور والحقد والذل والتهديد ... الخالي من الوعيد ... الخالي من كل ماهو بغيض ... اكتب اليكم وقد ارتاح عقلي ... واستقر فكري ... وهدات نفسي ... اكتب اليكم وقد ارتاح بالي ... اكتب اليكم بعد ان انطفات نيران قلبي بعد ملازمة القريب ... فقد عرفته ... هل عرفتموه ؟؟؟؟ّ
من هو ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!